شهدت محافظة قونيا التركية لقاء بين رئيس حزب الدعوة الحرة، زكريا يابجي أوغلو، ومخاتير الحارات الشعبية في المحافظة.
واستمع يابجي أوغلو خلال اللقاء من المخاتير المشاكل والمتاعب اليومية التي يتعرض لها المواطنون في المنطقة، وأجاب خلال اللقاء على الأسئلة التي طرحت عليه، بما فيها وجهة نظر الحزب عن السوريين المقيمين في تركيا.
حيث أكد "يابجي أوغلو" خلال اللقاء على دور المخاتير الفعال في نقل مشاكل الشعب للحكومة وإيجاد حلول لها، قائلاً: "بما أن المخاتير يمثلون الدولة، فهم ممثلون منتخبون، وعلى الرغم من ارتباطهم بمشاكل الناس، لأنهم يقيمون في القرية أو في الحارات، لذا نعتقد أنه يجب حل المشاكل التي ينقلونها".
"الحدود الجنوبية للخريطة مرسومة بمسطرة"
وأجاب يابجي أوغلو على سؤال حول وجهة نظر الحزب عن أوضاع السوريين بأن سوريا كانت ضمن الأراضي التركية في العهد العثماني، مذكراً بالشهداء السوريين الذين بذلوا أرواحهم لمنع رسم الحدود الحالية، ولفت انتباه الحاضرين إلى الأخوة الإسلامية.
وتابع يابجي أوغلو قائلاً: "إخواننا السوريون هم الشعب كنا معهم تحت الإدارة نفسها قبل 100 عام، ولمدة 10 سنوات قبل اندلاع الحرب الأهلية في أراضيهم، كانت تلك الأراضي يحكمها أجداد أولئك الذين حكموا هذا البلد، وبعد الحرب العالمية الأولى قامت جهات بمحاصرة العثمانيين من جميع الجهات ودخلوا معها بالحرب، وبعدها قام فرنسيان برسم حدود على الخريطة وحطموا وقسموا أراضي الخلافة العثمانية، وعندما تفتح الخريطة وتنزل إلى الحدود الجنوبية، ابحث عن الحدود بين سوريا /العراق وسوريا/الأردن والأردن/السعودية والسعودية/العراق ومصر/ليبيا ومصر/السودان، وعندما تنظر إليها سترى أنها رسمت بالمسطرة".
وأضاف قائلاً: "قدمنا مئات الالاف من الشهداء حتى لا يرسم هؤلاء الرجال الحدود، وبعد كل شيء رسم المنتصرون الحدود، وقدموا الاتفاقات وفرضوها، وكان علينا توقيعها، وفرقوا بيننا وبين إخواننا برسمهم للحدود، وقدمنا مئات الآلاف من الشهداء حتى لا تكون تلك الحدود قائمة، بعدها أقرت، ثم بدأنا نبارك تلك الحدود بأنفسنا".
وقال يابجي أوغلو مذكّرًا أن السوريين لم يأتوا إلى هنا عبثاً وأن هناك حربًا أهلية في أراضيهم، "لا سمح الله، سيقاتل الناس مدى الحياة إذا اضطروا لذلك، لا أحد يريد القتال ما لم يفرض عليه، الحرب ليست جيدة ولكن أسوأ الحروب هي الحرب الأهلية، وهناك حرب أهلية في أراضيهم وهم مسؤولون، ليس الناس الذين هربوا، بعد كل شيء، هناك مستبد بشار الأسد، وهو يضطهد شعبه. . اختار البعض القتال ضده، والبعض عندما لم يستطيعوا القتال هربوا وجاءوا إلى هنا، المهاجرون هم إخواننا"
كما لفت يابجي أوغلو الانتباه إلى التصورات التي تولدت عن السوريين في تركيا، قائلاً: "هل يوجد بينهم فاسد وفاسق؟ نعم يوجد..لكن الصحافة تحاول ألا ترى شيئاً، وتجدر الإشارة إلى أنه عندما يرتكب أي شخص أتى من سورية أي جريمة يتم تقليل الهوية المعطاة و تبدأ بالقول "السوري تحرش بفتاة تركية" أو "ضرب سوري أحد شبابنا"، وبالنظر إلى نسبة السكان، فإن عدد السوريين المسجونين بسبب أي جريمة أقل منا، ويمكن لأي شخص أن يلجأ إلى العنف بسهولة أكبر عندما يشعر بالقوة لأنه في مسقط رأسه، والمغترب حتى لو ظن أنه تعرض للظلم في غربته، فإنه لايتجر على أي فعل بسهولة".
وقال يابيش أوغلو: "لقد حاولوا توجيه جزء من المجتمع نحو هذا الاتجاه من خلال التركيز على من ارتكب جرائم بينهم فقط، وحققوا نجاحًا كبيرًا، ويقول البعض: "إذا كانت هناك حرب في بلدكم، فاذهبوا وقاتلوا"، لو كان أراضيهم تحتلها قوى أخرى، كان الوضع مختلف، فصراعهم داخلي لذا فهوم مختلف تماماً، لا أذاق الله ذلك لأحد".(İLKHA)